Monday, June 29, 2009

مهرجان موسيقى البلد من 30/6-5/7/2009





صدور الحكم على إسلام سمحان بالسجن عاماً بأكمله

سعاد نوفل من عمان: يواجه الشاعر الأردني إسلام سمحان عقوبة السجن لمدة عام واحد ودفع غرامة مقدارها 10 آلاف دينار أردني، حيث اصدر الحكم قاضي محكمة بداية عمان نذير شحادة موجهاً له تهمة اهانة الشعور الديني والإساءة لأرباب الشرائع السماوية، على خلفية ديوانه الشعري "برشاقة ظل" والذي تضمنت بعض قصائده اقتباسات من آيات القرآن الكريم.وبالرغم من تفاؤل الشاعر حول مسار القضية طوال الأشهر الماضية حيث كانت المداولات تصب في تبرئته مما نسب إليه حسبما أفاد، إلا أن الحكم كان مفاجئاً بالنسبة له، وبالرغم من ذلك فما زال سمحان يتحلى بروح التفاؤل ويشعر بالأمل حيال جلسات الإستئناف امام المحكمة، وأفاد بقوله بعيد صدور الحكم "طلبت من زوجتي التفاؤل منذ ساعات الصباح الباكر، وما زلت اطلب منها ذلك حتى بعد صدور الحكم" كما اكد سمحان على ما ورد على لسان النقاد "إن الديوان لم يتعرض لأية أساءة دينية وإنما هي عبارات مجازية تم إساءة فهمها، كما تمت إثارة الرأي العام حولها لغايات شخصية مقصودة".
يذكر بأن قضية الشاعر إسلام سمحان حظيت باهتمام الرأي العام في الشارع الأردني بشكل خاص والعربي بشكل عام، وجمعت حوله العديد من المتضامنين أنصار حرية الرأي والتعبير، فمنذ بدايات القضية ولدى توقيف الشاعر على ذمة التحقيق أصدرت رابطة الكتاب بياناً تفيد فيه إطلاق سراح الشاعر إسلام سمحان وإغلاق دائرة المطبوعات والنشر، وطالبت بالمحافظة على حرية واحترام الرأي والتعبير، كما وجهت إليه العديد من الدعوات للمشاركة في الامسيات الشعرية كان ابرزها في بيروت بدعوة من الأديب الياس خوري حيث التقى خلالها مجموعة من الأدباء والكتاب العرب الذين أبدوا تضامنهم لدعم حرية الإبداع، وكان آخرها في عمان القى خلالها مجموعة جديدة من قصائده، كما وسيشارك سمحان في أمسية شعرية في رام الله بدعوة من الحياة الجديدة ودار الشروق بالإضافة إلى مشاركته في مهرجان الأردن المقبل.يواجه الشاعر إسلام سمحان أن يدفع عاماً بإكمله من سنوات عمره الثمانية والعشرون خلف قضبان الزنزانة إلا أنه يتوعد للزنزانة منذ الآن بقوله "سأضيء سجني بالكلمات".

Friday, June 19, 2009

أنا غزة وثائقي ينتصرُ لبحرٍ يحلمُ شاطئه بالنصرِ


أنا غزة وثائقي ينتصرُ لبحرٍ يحلمُ شاطئه بالنصرِ: "

سعاد نوفل من عمان: ثماني عشرة يوماً قضتها المخرجة الشابة أسماء بسيسو في قطاع غزة أبان الحرب بأيام، حاولت خلالها التقاط العديد من القصص الإنسانية التي تظهر الآثار التي خلفتها الحرب وبهدف إظهار الجوانب التي لم تتطرق إليها وسائل الإعلام من قبل. بسيسو لم يمنعها التفكير بالفشل من محاولة العبور إلى غزة، بل كان إصرارها أقوى من كل الصعوبات التي واجهتها على المعابر وفي الوقت نفسه لم يكن لديها ما تراهن أو تعوّل عليه سوى كاميرا التصوير التي تحملها بين يديها، وتقول بسيسو وهي غزية الأصل وتحمل الجنسية الاردنية في مقابلة خاصة لها مع إيلاف "شكلت الحرب على عزة صدمة بالنسبة لي ربما كوني انتمي إلى تلك البقعة تحديداً حيث يعيش الناس الذين أعرفهم وأحبهم وأسمع أخبارهم كل يوم بالرغم من أنني لا استطيع رؤيتهم، وشكّل ذلك مصدر قلق بالنسبة لي إذ شعرت حينها بغضب كبير يعتريني، جعلني أفكر بجدية الذهاب إلى هناك ووجدتُ نفسي حينها أفكر بما يمكنني فعله فلم اكُ يوماً طبيبة ولست ممرضة حتى، ولا أتقن سوى صناعة الأفلام، فحملت الكاميرا وتوجهت إلى غزة". بسيسو والتي كانت لا تزال محتفظة بصورة غزة ي ذاكرتها قبل عشرة أعوام، كانت المفاجأة بانتظارها على معبر رفح إذ تقول "بدأت انظر حولي وفي جميع الإتجاهات ولا أرى سوى الدمار في كل مكان واتذكر صورة المباني العالية والحدائق والمدينة النظيفة فيما مضى، أخذتُ اجوب شوارع ومدن غزة أريد تصوير كل بقعة وكل شارع كأنني أزورها للمرة الأخيرة، ونسيت أمر الفيلم آنذاك!". ويقدم الفيلم ومدته اثنتان واربعون دقيقة جرعة دسمة من الألم تنقل المٌشاهد إلى غزة تحت الحصار وتحت مقصلة الحرب التي استمرت ستة وعشرون يوماً، إذا يروي قصصاً مختلفة بتفاصيلها الدقيقة للعديد من الغزيين رواها رجال ونساء واطفال تظهر الجوانب النفسية التي تعرضوا لها جراء الحرب. ركزت تلك القصص على مخاطبة العقل لا العاطفة، وخلقت علاقة ما بين المُشاهد وشخصيات الفيلم، ولعل قصة حنين التي تبلغ مع العمر ستة عشر عاماً كانت الاكثر تأثيرا إذ عرضت القصة همجية جنود الإحتلال في اغتصاب بيوت المدنيين والتي لم تتعرض لها وسائل الإعلام، حيث قضت حنين وعائلتها أياماً تحت تهديد السلاح إذ اقتحم جنود الجيش الإسرائيلي دارهم ومكثو فيه أياماً وكانت حنين وعائلتها مهددين بالموت في أية لحظة. "..الآن ما نزال على قيد الحياة، لقد كانت معجزة" تقول حنين. وتضيف بسيسو "حنين من الشخصيات التي واجهت صعوبة بالظهور أمام الكاميرا لتخبر الناس قصتها، حاولتُ معها مرات عديدة وحين أفلحتُ بذلك أذكر بأن الساعة حينها كانت تشير للواحدة صباحاً، أمسكت الكاميرا وأدرتُ زر التسجيل وما أن بدأت حنين بالحديث لم تتمكن من التوقف حتى الصباح!

د. أياد السراج وهو طبيب نفسي، من مواليد مدينة بئر السبع عام 1944، أجبر على الهجرة للعيش في مدينة غزة سنة 1948 حلَّ متحدثاً رئيسياً على "أنا غزة" حيث قدم تحليلاً للأثار النفسية التي تعرض لها الغزيون وما زالوا يتعرضون لها باستمرار في ظل الحرب والحصار، مداخلات د. السراج لعبت دوراً رئيسياً في توليفة الفيلم، وتفيد المخرجة " كان من الصعب التنبأ بما قد يمكنك التقاطه مسبقاً عندما يتعلق الموضوع بصناعة فيلم الوثائقي، لكنني كنت قد وضعتُ تصوراً للفيلم وهو أن يغطي ما خلفته الحرب من الناحية النفسية خاصة وأنني مهتمة بهذا الجانب، وكان من أهم محاور الفيلم الرئيسية أن ألتقي مختصاً بعلم النفس، وفي غزة كان الوصول إلى د. السراج صعباً للغاية، صورتُ العديد من القصص والمحاور التي يرتكز عليها الفيلم إلا أنني كنت أشعر بانني بحاجة للمزيد وأن هناك حلقة مفرغة، كان هذا إلى أن تمكنت من مقابلة د. اياد السراج حينها فقط شعرت بان فيلمي أكتملت وعدت أدراجي". وفي أحد المداخلات أوضح د. السراج "كان أطفال الإنتفاضة الاولى يضربون الحجارة في الشوارع، وكانوا يتعرضون لتأثيرات نفسية عند قيام جنود الإحتلال بضرب أبائهم امام اعينهم وهذا ما يمكن اعتباراه الاكثر ايذائاً على نفسية الطفل، وهذه الحالة خلقت من هؤلاء الاطفال استشهاديين توحدوا مع قوة جديدة هي قوة المقاومة فيما بعد" وأضاف د. السراج في نهاية الفيلم "غزة ستموت بدون مشروع وطني يوحد الفلسطينين". "أنا غزة" جرى تصوير أغلب مشاهده في جباليا هو خليط من قصص إنسانية مختلفة عايشت الألم وتجرعت الخوف مراراً، تنقلت خلالها عدسة المخرجة بين المستشفيات والتقطت أنين الأطفال وآهات ودموع الامهات، ولم تنسَ المخرجة التطرق للآثار التي خلفتها الحرب على البيئة من تجريف التربة واقتلاع المزارع والاشجار وقتل الحيوانات وآثارها على المزارعين يقول عايش "لقد قتلوا رزقي، قتلوا أشجاري، وقتلوني في الصميم". وفي نهاية الفيلم تجول عدسة بسيسو مع شروق الشمس في الشوارع والساحات وبين الطرقات وعلى شاطئ البحر، لتلتقط قوة هذا الشعب الذي ما زال قادراً على الإبتسام رغم الجراح. حظي العرض الإفتتاحي للفيلم بإقبال جماهيري كبير في دارة الفنون في العاصمة الأردنية عمان، "أنا غزة" هو الفيلم الطويل الاول للمخرجة اسماء بسيسو والتي اكملت عامها الخامس والعشرون قبل أيام، صورت وأخرجت ستة أفلام وثائقية قصيرة، منها: "سبع صنايع والوطن ضايع"، "تروحي سالمة وترجعي غانمة"، "رسالة من غوانتنامو". يذكر بأن البناء الفكري للفيلم للأستاذ د. فؤاد بسيسو، وإدارة المنتج شاكر جرار وتم تصوير الفيلم بدعم عدد من الأفراد المستقلين.

Friday, June 5, 2009

الموسيقي كنان العظمة وديونك ويجرانته في مسرح البلد


سعاد نوفل من عمان: محطته الأولى كانت في عمان، حيث حط رحل أنغامه التي تشكل مزيجاً جميلاً ما بين أفكار الشرق وآلات الغرب العابقة بأنفاسه الدمشقية، إذ تمكن عازف الكلارينيت كنان العظمة في أمسيته الأولى في مسرح البلد أن ينقل جماهيره إلى فضاءات رحبة وحالمة حين بدأت انغامه تتعانق شيئاً فشياً مع أنغام رفيقه عازف البيانو ديونك ويجرانته، لتشكل براعة هذا الثنائي حالة غير عادية تأسر الجماهير بشاعريتها ودفئها، فمن جهة فهي تبرز براعة العظمة في التعبير والتواصل مع آلة الكلارينيت، لتتقاطع وقدرة ويجرانته على توليد طاقات جديدة في العزف على البيانو من جهة أخرى، وهذا ما دعى الموسيقي الكبير مارسيل خليفة بوصفهما قائلاً "الكلارينيت والبيانو يتسلقان بإتحادهما الأفق البعيد".


وتأتي أمسية العظمة وويجرانته الذي يشترك معه كذلك في تأسيس مجموعة نيوليكسيكا المتعدّدة الوسائط، بداية للجولة الفنية لإطلاق إلبوم "قصص معقدة، أصوات بسيطة" بدأها العظمة وويجرانته في الجزء الأول من الأمسية بـ"عن بيلا"، "أبواق صامتة"، "22 تشرين ثاني"، وخاتمة إبن عربي". "قصص معقدة، أصوات بسيطة" تجمع بين موسيقيين يحظى كلاهما بشهر عالمية إذ أطلّ كنان العظمة عازفاً منفرداً ومؤلّفاً على مسارح عالمية عديدة، أبرزها أوبرا الباستيل في باريس، قاعات تشايكوفسكي الكبيرة في موسكو والكارنيجي هول وأليس تولي هول في نيويورك والرويال ألبرت هول في لندن ومسرح كولون في بوينس أيرس وأوركسترا برلين الفيلهارمونية ومركز كينيدي في واشنطن ودار الأوبرا في دمشق لمناسبة افتتاحها، كما عزف كنان في أوركسترا يقودها مشاهير أمثال صلحي الوادي ورودجر نورينغتن، كما أنه تشارك العزف مع فنانين بارزين أمثال مرسيل خليفة، فرانسوا ربّاط، ماري كيمورا، دانييل بارنبويم، إليوت شارب، كاتيا تشيمبردجي، كاني كاراكا، كيفورك مراد، مايوخ بهومك، وأعضاء من أوركسترا برلين الفيلهارمونية.

وفي الجزء الثاني من الأمسية، تابع الثنائي عزفهما بتقديم "منحنى التعلم"، "شيء ما هناك"، "مطارات"، واختتمت الأمسية بمقطوعة "الصعود من هنا"، ووسط تصفيق الجمهور عزف الثنائي مقطوعة "شيء ما هناك" مجدداً. ودينوك ويجراتنه هو موسيقي كندي مولود في سريلانكا، وهو من أكثر الموسيقيين المبدعين إنتقائيةً في الجيل الجديد في كندا، وقد أشادت به السي بي إس مؤخراً بوصفه "فناناً محترماً عالمياً لبراعته التقنية وإحساسه المرهف". تخرّج دينوك في التأليف والبيانو وقيادة الأوركسترات والمجموعات من معهد النورذرن كولدج للموسيقى )المملكة المتحدة( ومعهد مانس )نيويورك( ومدرسة جوليارد. واستفاد منتتلمذه على يد جون كوريغليانو.
تتنوّع مؤلّفات كنان بين أعمال معدّة للأداء المنفرد، وأخرى لأوركسترا أو لأوركسترا الحجرة، وموسيقى الأفلام، أو لمرافقة الرسم الحيّ، والموسيقى الالكترونيّة. أما أعماله المسجلّة، فتضمّ ألبومين مع مجموعته "حوار" وموسيقى لأفلام ولعروض راقصة. بالإضافة لكونه عضو الهيئة الاستشارية لأوركسترا نوفاسكوشيا للشباب، ويشغل منصب المدير الفني لمجموعة مهرجان دمشق لموسيقى الحجرة، وقد أصدر معها ألبوماً من موسيقى معاصرة وضعها خصيصاً مجموعة من المؤلفين العرب.


ومن عمان ينتقل العظمة وويجرانته ضمن الجولة الفنية لإطلاق الإلبوم إلى عدد من العواصم والمدن العربية لإحياء عدد من الأمسيات على مسارح عدة، إذ يسافران بإتجاه دمشق فإلى حلب ومن ثم القاهرة، لتكون محطتهما الأخيرة في بيروت.

اسلام سمحان في امسيته الاولى في عمان


سعاد نوفل من عمان: ألقى الشاعر الأردني إسلام سمحان مجموعة من القصائد خلال أمسيتة الشعرية الأولى في عمان والتي جاءت بدعوة من اليسار الأردني الذي أبدى تضامنه مع الشاعر منذ بدايات القضية وضمن الجهود المبذولة من قبل مؤسسات المجتمع المدني للوقوف حيال ظاهرة مصادرة حرية الأدباء والمفكرين. حيث اجتمع العديد من المثقفين ومتذوقي الشعر والمهتمين والذين جاءوا تضامناً مع الشاعر، وقام مهدي سعافين بتقديم سمحان قائلاً " نلتقي اليوم في هذه القاعة المغلقة بجدران حقيقة أمرها أني لا أرى لها حداً أو حدوداً تحاصرنا بها وإنما تعلو وتبتعد لتفسح المجال أمام قصيدة جريئة ومناهضة ومتعالية على الخوف والزيف والكذب قصيدة تكسر قافيتها ما هو سائد وفي لغتها ما هو رتيب وفي فكرتها ما هو مقدس وثابت" كما وصف سمحان بالشاعر الذي دخل دون أن يعلم مشروعاً انسانياً جديداً يرفض الوصاية والتبعية والاستخدام المريب للنص المقدس مقابل قصيدة مترامية الاطراف. وقام سمحان بإلقاء عدد من قصائده الجديدة بمرافقة أنغام العود الذي بدت تتعالى أصداؤه في أرجاء القاعة وبدأ معها سمحان بالتحليق عالياً حيث ألقى " لمن تحمل الوردة "، "فصل خامس"، "الصباح ليس خيرا"، "قصيرة للغاية". وفي قصيدته الأولى سجل الشاعر وقفة على ما يحدث في قطاع غزة والأراضي المغتصبة مشيراً إلى ذكرى النكبة الواحدة والستين إذ ألقى "لمن تحمل الوردة" التي أهداها إلى أم الشهيد واخته وزوجته وحبيبته جاء فيها:

أوقفني عاشق فقلت:لمن تحمل الوردة؟حبيبتك سيخطفها القصف عما قليلوستغدو كمشة من رمادفلا تغامر من اجل الحب
أوقفتني عاشقة فقالت:لي حبيب سيجيء..ربما في الهدنة استطيعأن اصفف شعريو أن أشُك دبوسا على صدرييشبه قوس قزحوأركض في الساعة الأخيرة إليهوأظن بان وقتا سيحالفنيعكس حظي المفزوع من صوت القنابل
أوقفني الصغير وقال:قبل أيام كنا نلعب بأزقة القطاعولسوء فهم اختلفت مع الصغيرةلم اقصد أن أثير زوبعة من الصراخ بوجههاولكن شأن الدمية شأنيو شأن الصغيرة أنها لم تفلح بإقناعي أن الدمىتروح وتأتي مثل الطائرات

وأفاد سمحان بأنها أمسيته الأولى في عمان والتي يلتقي خلالها مع جمهوره ومتضامنيه مشيراً إلى أنه أقام أمسية في بيروت في كانون أول الماضي بدعوة من الأديب الياس خوري في افتتاح معرض بيروت الدولي للكتاب حيث التقى خلالها مجموعة من الأدباء والكتاب العرب الذين أبدوا تضامنهم لدعم حرية الإبداع.كما أضاف بقوله "سأواصل مشروعي الكتابي الذي بدأته مهما وضع الآخرون من عراقيل أمامي، موضحاً "إن ما حدث زاد من أصراري على الإستمرار فأنا لست أول شخص ولا آخر شخص يتعرض لهذا بدءاً من ابو العلاء المعري وابن عربي وابن المقفع".

يذكر بأنه تم توقيف الشاعر اسلام سمحان تشرين أول الماضي على خلفية الإساءة للاديان بعيد نشر ديوانه الشعري الأخير "برشاقة ظل"، وقام الشاعر خلال الأمسية بقراءة عدد من القصائد من الديوان نفسه.
وتزامناً مع إقامة الأمسية الشعرية ينتظر الشاعر إسلام سمحان المثول امام المحكمة للنظر في قضيته خلال الأيام المقبلة، موضحاً "ارجو أن يتحلى القاضي بالموضوعية، وأنا أثق بالقضاء الأردني، وأنا مع أن يكون القضاء هو الفيصل بيني وبين الذين تبنوا رفع القضية ضدي" مشيراً إلى أن ظاهرة مصادرة النص لن تتوقف عند إسلام سمحان فحسب بل هناك هناك العديد من النماذج كالشاعر طاهر رياض في ديوانه "ما ينطق عن الهوى" ومحاكمة الناشر الياس فركوح لنشره مجموعة الكاتبة المغربية منى وفيق "فانيليا سمراء" وفتحي البس عن كتابه "انثيال الذاكرة"، ومن مكانه دعى الشاعر سمحان المثقفين العرب لتأسيس مؤسسة للدفاع عن حرية المثقفين والمبدعين.

الصياد الصالح

في حكاية تعود إلى الأساطير القديمة ورد أن قرية صغيرة اعتاد أهلها على تربية المواشي وجز صوف الخراف وحراثة الحقل، و إلى جانب ذلك فلقد كانت القرية مرتعاً لقنص الحيوانات في مواسم الصيد.
وكان هناك صياد صالح لم يكن يرى في القنص رياضة متوحشة، بل كان يرى فيه فن واحترام لتقاليد المكان، وبفضله انشأت تلك المنطقة محمية للحيوانات، وطبقت البلدية قراراً يهدف لحماية الحيوانات المعرضة للانقراض. كما كان ذلك الصياد الصالح رجلاً شريفاً إذ كان يحاول دائماً أن يرسّخ في أذهان الصيادين كافة أن هواية القنص أن صح التعبير هي فن للعيش، وكان يرافق الأثرياء إلى أماكن الصيد ليعلمهم فنون القنص.

وتقول الحكاية بأنه كان يبدأ درسه الأول دائماً بوضع علبة كبريت فارغة فوق حجر ويبتعد مسافة خمسين متراً وبرصاصة واحدة كانت العلبة تتطاير. ومن ثم يضحك بملء فيه ويقول لمرافقه المتدرب "أنا أفضل رام ِ في المنطقة، والآن ستتعلم طريقة تجعلك ماهراً مثلي".
وكان الصياد يعيد العلبة إلى مكانها ويطلب من مرافقه أن يعصب له عينيه وبعد ذلك يطلق النار، ثم يسأله: "هل أصبتها..؟" فيقول مرافقه وهو مسرور بأن يرى مدربه المعتّد بنفسه موضع سخرية "لا طبعاً، لقد مرت الطلقة بعيداً أظن أنه ليس لديك ما تعلمني إياه! فيجيبه الصياد الصالح: "لقد لقنتك الدرس الأكثر أهمية في الحياة؛ إذا أردت أن تنجح في أمر ما، فدع عينيك مفتوحتين، وركز تفكيرك لكي تدرك تماماً ما الذي تريده، لا أحد يصيب هدفه وهو مغمض العينين!". ذات يوم وفي الوقت الذي كان الصياد الصالح يعيد العلبة إلى مكانها، ظن مرافقه المتدرب بأن دوره قد حان لإطلاق النار، فأخطا العلبة وأصاب الصياد في رأسه مباشرة، فسقط أرضاً وهو يقول: "ألم أقل لك لا أحد يصيب هدفه وهو مغمض العينين…!!"

وبهذا أنهى حادث قنص عارض حياة صياد صالح كافح طويلاً من أجل أن يرسخ في الأذهان أن القنص فن واحترام لتقاليد المكان.. وليس رياضة متوحشة..!!