Friday, June 5, 2009

الموسيقي كنان العظمة وديونك ويجرانته في مسرح البلد


سعاد نوفل من عمان: محطته الأولى كانت في عمان، حيث حط رحل أنغامه التي تشكل مزيجاً جميلاً ما بين أفكار الشرق وآلات الغرب العابقة بأنفاسه الدمشقية، إذ تمكن عازف الكلارينيت كنان العظمة في أمسيته الأولى في مسرح البلد أن ينقل جماهيره إلى فضاءات رحبة وحالمة حين بدأت انغامه تتعانق شيئاً فشياً مع أنغام رفيقه عازف البيانو ديونك ويجرانته، لتشكل براعة هذا الثنائي حالة غير عادية تأسر الجماهير بشاعريتها ودفئها، فمن جهة فهي تبرز براعة العظمة في التعبير والتواصل مع آلة الكلارينيت، لتتقاطع وقدرة ويجرانته على توليد طاقات جديدة في العزف على البيانو من جهة أخرى، وهذا ما دعى الموسيقي الكبير مارسيل خليفة بوصفهما قائلاً "الكلارينيت والبيانو يتسلقان بإتحادهما الأفق البعيد".


وتأتي أمسية العظمة وويجرانته الذي يشترك معه كذلك في تأسيس مجموعة نيوليكسيكا المتعدّدة الوسائط، بداية للجولة الفنية لإطلاق إلبوم "قصص معقدة، أصوات بسيطة" بدأها العظمة وويجرانته في الجزء الأول من الأمسية بـ"عن بيلا"، "أبواق صامتة"، "22 تشرين ثاني"، وخاتمة إبن عربي". "قصص معقدة، أصوات بسيطة" تجمع بين موسيقيين يحظى كلاهما بشهر عالمية إذ أطلّ كنان العظمة عازفاً منفرداً ومؤلّفاً على مسارح عالمية عديدة، أبرزها أوبرا الباستيل في باريس، قاعات تشايكوفسكي الكبيرة في موسكو والكارنيجي هول وأليس تولي هول في نيويورك والرويال ألبرت هول في لندن ومسرح كولون في بوينس أيرس وأوركسترا برلين الفيلهارمونية ومركز كينيدي في واشنطن ودار الأوبرا في دمشق لمناسبة افتتاحها، كما عزف كنان في أوركسترا يقودها مشاهير أمثال صلحي الوادي ورودجر نورينغتن، كما أنه تشارك العزف مع فنانين بارزين أمثال مرسيل خليفة، فرانسوا ربّاط، ماري كيمورا، دانييل بارنبويم، إليوت شارب، كاتيا تشيمبردجي، كاني كاراكا، كيفورك مراد، مايوخ بهومك، وأعضاء من أوركسترا برلين الفيلهارمونية.

وفي الجزء الثاني من الأمسية، تابع الثنائي عزفهما بتقديم "منحنى التعلم"، "شيء ما هناك"، "مطارات"، واختتمت الأمسية بمقطوعة "الصعود من هنا"، ووسط تصفيق الجمهور عزف الثنائي مقطوعة "شيء ما هناك" مجدداً. ودينوك ويجراتنه هو موسيقي كندي مولود في سريلانكا، وهو من أكثر الموسيقيين المبدعين إنتقائيةً في الجيل الجديد في كندا، وقد أشادت به السي بي إس مؤخراً بوصفه "فناناً محترماً عالمياً لبراعته التقنية وإحساسه المرهف". تخرّج دينوك في التأليف والبيانو وقيادة الأوركسترات والمجموعات من معهد النورذرن كولدج للموسيقى )المملكة المتحدة( ومعهد مانس )نيويورك( ومدرسة جوليارد. واستفاد منتتلمذه على يد جون كوريغليانو.
تتنوّع مؤلّفات كنان بين أعمال معدّة للأداء المنفرد، وأخرى لأوركسترا أو لأوركسترا الحجرة، وموسيقى الأفلام، أو لمرافقة الرسم الحيّ، والموسيقى الالكترونيّة. أما أعماله المسجلّة، فتضمّ ألبومين مع مجموعته "حوار" وموسيقى لأفلام ولعروض راقصة. بالإضافة لكونه عضو الهيئة الاستشارية لأوركسترا نوفاسكوشيا للشباب، ويشغل منصب المدير الفني لمجموعة مهرجان دمشق لموسيقى الحجرة، وقد أصدر معها ألبوماً من موسيقى معاصرة وضعها خصيصاً مجموعة من المؤلفين العرب.


ومن عمان ينتقل العظمة وويجرانته ضمن الجولة الفنية لإطلاق الإلبوم إلى عدد من العواصم والمدن العربية لإحياء عدد من الأمسيات على مسارح عدة، إذ يسافران بإتجاه دمشق فإلى حلب ومن ثم القاهرة، لتكون محطتهما الأخيرة في بيروت.

No comments:

Post a Comment